الجمعة، 19 أبريل 2024

من وحي الطوفان

 


نبذة عن الكتاب: 

صفوةٌ من القول ..

  إنّ أمريكا أبرّ الناس بهذا الكيان .. وأحرص على اجتماع أمره ..

وهي أجدر بأن تنهاه وتكفّه ..

وإنّها لا ترى أحدًا عِدْلًا له ؛ فلا ترضى لأحد أن يتقدّمه ..

وكلّما شكا إليها الشاكي بعضَ حماقات ذلك الكيان برّرتْ الفعل .. أو برّأَت الفاعل .. أو هوّنت الخَطْب .. لن تُصدّق فيهم قولًا - ولو جاءوها بكلّ آية - ..

ولن تجرأ على تصغير وجه الصهاينة - ولو أقامت على عداوة العالم ، بأسره - ..

يعطيك من طرف اللسان حلاوة * ويروغ منك كما يروغ الثعلب

وإنْ أحد أبى إلّا الإصرار على قوله فيهم ، وانطلق يريد أن يعمل بمقتضى ذلك ، وتهيّأ لهذه الأمريكا ومَن معها أن يَثِبوا عليه لفعلوا - ما استطاعوا - ، ولم يبالوا .. أو لنبذوه .. ولَمَا عدِموا مَن يقول بأنّه مارق عن القانون الدُوَليّ ..!

  أمَا إنّنا لا ننكر ما في الغرب - اليوم - مِن بقيّة مِن قوّة - على ما فيهم من السفاهة - ..

وإنّه - وإن أجمعوا على حرب الإسلام وأهله ، على ما بين أولئك من الإختلاف - لو اتّسع الخرق على الراقع لتحرّروا من جرائم الصهاينة - وإن كانوا لا ينفكّون ، اليوم ، عن نصرتهم - ..

  وإنّ غاية القوم واحدة - وإن اختلفت وسائلهم - ..

وأن عسى أن يكون قد بدأ ما يفرّ منه ذلك الكيان - من تقطيع الأوصال .. وانحلال عَقْده .. واختلال أحوالهم .. وطمع الناس فيهم .. -

أفلم يقل قائل منهم بلعنة الثمانين ؟

إذًا فإنّ ما يخافونه - حقًّا - من تلك العاقبة هم أوّل من يسعى فيه (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ) ..


  ألا وإنّ النصيحة لكلّ سياسيّ فينا - خالف أصله وحالفهم - أن يحاسبوا أنفسهم لعلّهم يرجعون ..

  وترى هؤلاء - في أحسن أحوالهم - يهرولون إلى مجلس الأمن - تلك الهيئة الأمميّة الّتي رقّ عظمها ، وذهبت وفرتها ، وسقطت هيبتها ، بعد ما اختصّ بها الّذين اصطنعوها بأيديهم .. وعلى أعينهم .. ولهم فيها مآرب مسطّرة سلفًا - ..

  ولو أنّهم - إذ يجتمعون فيها - يدلي كلّ أحد منهم برأيه - على سواء ، دون اعتراض - ، ثمّ أجمعوا على أيّها أقوم سبيلًا ، وأدنى أن يحقّق الغاية لقلنا : لعلّ .. وعسى ..

ولَصلح أمر هذا العالم - في بعض جوانبه - ..

ولما تصافح الناس بالسيوف ..

ولكنّ أولئك الساسة يجتمعون فيقهر بعضهم بعضًا في الرأي ..

وينفضّ السامر ، ويرجع مَنْ هُم قِبَلَنَا بلا خفّين ، بل بجعجعة بلا طحين ..!

ثمّ لا يُعْقِبُهم ذلك صحوة ضمير ، ولا كراهة ، ولا إِحْنة .. !

ثمّ إن عادوا .. عادوا ..!

  وهذا الظلم الّذي تعاقبتْ فصوله من عديد القرون؛ لو كان بين المستضعفين - من بني الأصفر - والمستكبرين منهم لَمَا اختلفت الحال عندنا قيد أنملة - ليأكلْ بعضهم بعضًا - ..

ولكنّها مآسي المسلمين في هذا العالم .. وقضايا أمّتنا في الميزان .. فحتّى متى ..!؟

  ليس مِنْ طبع الحياة العدل .. وإلّا لاستغنى الناس عن الظلم ..

ولكن يؤخذ الحقّ غلابًا ..

وإنّ الغلبة للتقوى ..

فإنْ غابت التقوى ..

فإنّ الغلبة للأقوى ..

لتحميل الكتاب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان اول الموضوع

Comments

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *